تحديات التعليم والطبقة الوسطى …كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
ستبقى مشكلة التعليم من اهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا النامية.
لكن علينا ان نعرف لماذا نعاني من ( فقر التعليم )؟.
معظم مدارسنا ومناهجنا لا تعلم الطلبة طرق النجاح بل طرق الفشل.
بمعنى ان التعليم المقدم للطبقات السفلى من المجتمع هو تعليم فقير.
وهنا لابد ان اركز على ان قضية التعليم ليست مرتبطة بتوفير‘
وسائل تعليمية حديثة فقط وانما القضية مرتبطة بطريقة التفكير‘
واصول التربية والمناهج العلمية واعداد افكار ومفاهيم انسانية حديثة.
لابد ان يشمل هذا ‘ النظام الاجتماعي في جميع تكويناته المتفرعة‘
مثل المدرسة والاسرة والدائرة والنظام السياسي والقوانين.
مشكلة الوعي الاجتماعي او الوعي الجماهيري كما يسميها‘
(الكاتب والشاعر المصري مصطفى لطفي المنفلوطي)‘
ستبقى راسخة ما لم تدخل ضمن مناهج التعليم الابتدائي وبشكل‘
متدرج وتصاعديا حين ذلك سيفهم المجتمع‘
ما يواجهه من مشاكل ومؤامرات وتحديات.
لكن قد يبدو الامر غريبا حين نمتلك قدرات علمية وعقولا فكرية‘
وثروات متعددة واقتصادا ريعي كبير وموارد مائية وميزانيات ضخمة‘
فضلا عن القرار السياسي وطموحات نخبوية بالتغيير والنهوض‘
واحلام لأداء دور اقليمي ودولي كبير‘
مع وجود عقائد واديان وافكار وتعاليم ‘
ومواعظ على قدر عال من الاحترام والتبجيل.
لكننا لحد الان لم نصل الى مرحلة الدولة الحضارية المتقدمة‘
على نطاق التعليم ‘ والثقافة ‘ والفكر ‘والمعرفة‘ والقوانين ‘ والفنون.
هل القصور في الطبقة السياسية؟
ام في تكويننا الذاتي والاجتماعي؟.
ومن هو المسؤول الحقيقي عن هذا التأخر والفشل؟.
هنا تظهر لدينا ( الطبقة الادارية الوسطى ).
اي الطبقة التنفيذية.
وهي جسر العبور بين صاحب القرار وبين الجمهور.
هذه الطبقة مسؤولة عن سوء الادارة وتفشي ظاهرة‘
البيروقراطية وانهيار المؤسسات على مستوى خدماتي.
طبقة خاملة وراكدة تعيش بلا عمل حقيقي سوى انتاج‘
ازمات متراكمة على مستوى تنفيذ القرارات.
تمثل هذه الطبقة الوباء الاداري الخطير‘
ومؤشرا على وجود نكسة في السلوك والاسلوب والتعامل.
يقتضي تصحيحها ومعالجتها معالجة مجهرية‘
من قبل الرموز الوطنية صاحبة القرار التنفيذي‘
في بعض المؤسسات المهمة من الدولة.
خاصة ان المسؤول التنفيذي اذا كان صاحب رؤية وخطط
ممكن ان يترك اثرا في المكان الذي يشغله يقترن بأسمه
( ان اثارنا تدل علينا فابحثوا بعدنا عن الاثارِ).
اذا سمح وقت المسؤول وعرف ان الكثير ممن
ينتمون لهذه الطبقة ( الطبقة الادارية الوسطى)‘
قد اصبحوا ظاهرة مزمنة ومتغولة.
شبعوا مناصب وامتيازات وايفادات.
معظمهم يضر ولا ينفع لأن البناء الكلي للشخصية قائم على اساس‘
ذهنية معلبة بالقناعات الجامدة واساليب عمل منقرضة ‘
حيث لا ينفع التلقيح في هذه الحالة وانما التغيير الحقيقي‘
والتغيير هنا لا يشمل استبدال الوجوه وانما العقلية والذهنية والسلوك‘
بمعنى تغيير النظرة للامور من منظور مختلف وجديد‘
وخلق بيئة ورحم ساند ومحفز لهذا التغيير.
رياض

اترك رد